ابرة الرئة للجنين

إبرة الرئة للجنين: تعريفها وأهميتها في الحمل

إبرة الرئة للجنين هي علاج طبي يستخدم لتحفيز نمو رئتي الجنين داخل رحم الأم، مما يساعد على تقليل خطر إصابته بمشاكل تنفسية بعد الولادة، خاصة إذا كانت الولادة مبكرة. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل إبرة الرئة للجنين، كيفية عملها، متى يتم استخدامها، وفوائدها للأم والطفل.

ما هي إبرة الرئة للجنين؟

إبرة الرئة هي عبارة عن حقنة تحتوي على كورتيكوستيرويدات (أدوية مضادة للالتهابات) تُعطى للأم الحامل في مراحل معينة من الحمل. الهدف من هذه الإبرة هو تسريع تطور الرئتين لدى الجنين، خاصة في حالات الولادة المبكرة أو في حال وجود خطر لولادة الجنين قبل اكتمال نموه.

لماذا يتم إعطاء إبرة الرئة للجنين؟

تُعتبر الرئتين من أهم الأعضاء التي تحتاج إلى وقت طويل لتنمو وتكتمل قبل الولادة. في حالة الولادة المبكرة، قد يعاني الجنين من نقص في نضج الرئتين، مما يزيد من احتمالية إصابته بمشاكل تنفسية بعد الولادة، مثل “مرض الرئة التنفسية الخداجي” (RDS).

تساعد إبرة الرئة على تحفيز إنتاج المادة الفعالة في الرئة المعروفة باسم “السطحي الرئوي” (Surfactant)، التي تعمل على تقليل التوتر السطحي داخل الرئتين، مما يساهم في تحسين قدرة الرئتين على التوسع أثناء التنفس.

متى تُعطى إبرة الرئة للجنين؟

يتم إعطاء إبرة الرئة عادةً إذا كان هناك خطر ولادة مبكرة بين الأسبوعين 24 و34 من الحمل. قد يُوصى بها في الحالات التالية:

• إذا كانت هناك علامات على الولادة المبكرة.

• إذا كان الطبيب يعتقد أن الأم ستلد قبل الأسبوع 34 من الحمل.

• في حالة وجود مضاعفات مثل انفصال المشيمة المبكر أو ارتفاع ضغط الدم الحملي.

غالبًا ما تُعطى الإبرة في شكل حقنتين، تُعطى الأولى ثم تُكرر بعد 24 ساعة من الحقنة الأولى.

كيف تعمل إبرة الرئة؟

إبرة الرئة تحتوي على نوع من الكورتيكوستيرويدات مثل “بيتاميثازون” أو “ديكساميثازون”. هذه الأدوية تساعد على تحفيز نمو الرئتين عن طريق:

• تسريع إنتاج السطحي الرئوي، وهو مادة حيوية تعمل على تسهيل التنفس.

• تعزيز النضج الكامل للأوعية الدموية في الرئتين.

• تحسين القدرة التنفسية للجنين في حال الولادة المبكرة.

فوائد إبرة الرئة للجنين

1. تقليل خطر مشاكل التنفس: من أكبر الفوائد التي تقدمها إبرة الرئة هي تقليل احتمالية حدوث مشاكل تنفسية بعد الولادة، مثل مرض الرئة الخداجي.

2. تحسين فرص بقاء الجنين على قيد الحياة: خاصة في حالات الولادة المبكرة، حيث يكون الجنين معرضًا للعديد من المخاطر الصحية.

3. تقليل الحاجة للأوكسجين الصناعي: بمجرد أن تصبح الرئتين ناضجتين جزئيًا، يقل اعتماد الطفل على أجهزة التنفس الصناعي.

4. دعم الجهاز المناعي: يساعد الكورتيكوستيرويد في تعزيز قدرة الجنين على مقاومة العدوى.

الآثار الجانبية لإبرة الرئة

إبرة الرئة تعتبر آمنة بشكل عام، ولكن قد تحدث بعض الآثار الجانبية للأم والجنين، مثل:

• ألم أو احمرار في موقع الحقن.

• تغيرات مؤقتة في مستوى السكر في الدم للأم.

• في حالات نادرة، قد يحدث تأثير على نمو الجنين.

ما هي احتمالية حدوث مضاعفات بعد استخدام الإبرة؟

معظم الدراسات تشير إلى أن استخدام إبرة الرئة بشكل دقيق يقلل من المضاعفات التي قد تحدث بعد الولادة المبكرة. بالرغم من ذلك، قد يتعرض الطفل لبعض المخاطر الصحية الأخرى التي تتعلق بالولادة المبكرة، مثل النزيف أو العدوى.

هل إبرة الرئة تضمن عدم حدوث مشاكل تنفسية؟

لا يمكن ضمان عدم حدوث مشاكل تنفسية بعد الولادة، ولكن إبرة الرئة تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمشاكل تنفسية خطيرة. من المهم متابعة الحالة الطبية للجنين عن كثب بعد الولادة في حال كان قد تم إعطاء الإبرة.

الأسئلة الشائعة حول إبرة الرئة للجنين

1. هل يمكن إعطاء إبرة الرئة في أي وقت أثناء الحمل؟

لا يُنصح بإعطاء إبرة الرئة في أي وقت من الحمل، بل تُعطى عادة في حالات الولادة المبكرة قبل الأسبوع 34 من الحمل.

2. هل يمكن أن تسبب إبرة الرئة أي تأثيرات جانبية للأم؟

في بعض الحالات، قد تسبب إبرة الرئة تأثيرات جانبية مثل ارتفاع مؤقت في مستوى السكر في الدم أو ألم في مكان الحقن.

3. هل يجب أن تتلقى كل حامل إبرة الرئة؟

لا، تُعطى إبرة الرئة فقط في حالات معينة، مثل خطر الولادة المبكرة أو وجود مشاكل صحية تهدد الحمل.

4. كم من الوقت يستغرق تأثير إبرة الرئة؟

تبدأ تأثيرات إبرة الرئة في الظهور خلال 24 ساعة بعد الحقن، وتستمر فعاليتها لبضعة أيام، مما يتيح الوقت لجعل الرئتين أكثر نضجًا قبل الولادة.

5. هل يمكن للطفل أن يحتاج إلى دعم تنفسي حتى بعد استخدام إبرة الرئة؟

نعم، في بعض الحالات قد يحتاج الطفل إلى دعم تنفسي أو استخدام جهاز التنفس الصناعي، ولكن خطر حدوث هذه المضاعفات ينخفض بشكل كبير بعد استخدام إبرة الرئة.

المراجع

• وزارة الصحة السعودية، “إبرة الرئة للجنين: أهميتها ومتى تُعطى”، 2022.

• Mayo Clinic، “Preterm birth and lung maturity injections”، 2023.

• National Institutes of Health (NIH)، “Steroids for Premature Births”, 2023.